" رفيق عمري _منذ أن عَلمت التمييز بين الأشياء_ فارقني ومات.. صديقي العصفور "حلم" حمدت الله كثيرَا رغم تألمي أنه فارق الحياة بجواري فأنت تعلم أني حطمت قفصه البراق الخداع الذي يُوحي بالحرية وتركته طليقًا في المنزل ثم فتحت له النوافذ لينال كامل حريته، كنت أخشى كثيرًا أن يذهب بلا عودة لكنه لم يفعل، فقد نال حريته ونلت حبه وصداقته، أتذكر في يوم أنه ذهب محلقًا بجناحيه خارج المنزل ولم يعد لمدة يومين، حينها كانت حالتي أسوء ما يكون، وعندما عاد، احتضنته، قبلته، ووبخته مثلما تفعل الأم مع صغيرها عند الغياب؛ أتعلم يا مُحب أني لم أكن في حاجة إلى مُنبه عند الاستيقاظ فقد كان حلم يوقظني كل صباح بلحنه الشجي، كنت أستطيع أن أميز تغريداته وأفهم معانيها..."
"على حافة الحياة" قصصٌ من حولنا يخيطها الكاتب لتصبح ثوبًا من دفء تتوسّد هذه الصفحات وتتركنا بعدها بمشاعر غريبة.