"إنها جميلة هذا النوع من الجمال الذي يستقبلك بضجة تملأ عينيك. وقد تمل الضجة بعد قليل ولكنك لا تستطيع أن تحول عينيك عنها.. وهي ذكية.. هذا الذكاء الذي يعجز عن إخفاء نفسه، فيبدو صارخاً يخفيك أحياناً، ويثيرك أحياناً.. وقد تسخر منه! وهي غنية.. لم تضطر يوماً للكفاح، ولم ينقصها يوماً شيء.. وهي مؤمنة بالفضيلة، والعفة، والطهر.. لم يستطع إنسان أن يدفعها للسقوط. ولم تحاول يوماً أن تسقط. وسارت بكل ذلك في الحياة.. بجمالها، وذكائها، وثرائها، وفضيلتها.. ولم تكن تريد من الحياة إلا شيئاً واحداً، هو أن يعترف لها الناس بما تملك.."
مجموعة قصصية للكاتب الغزير النتاج إحسان عبد القدوس، وهي قصص واقعية متنوعة في مواضيعها يتناول بعضها الحياة الخاصة لنساء ورجال وفتيان وفتيات في سن المراهقة، وتأتي اللغة في هذه المجموعة مع بعض الرومانسية والأحلام وتطلعات الشباب وآمالهم بالحب والعاطفة، ومشاعرهم ومعاناتهم كما هو واقع الحال، وتتنوع العناوين والقصص ومنها (إلغاء الفرد)، (الإنسان في السماء)، (الأمل)، (الإبن الوحيد)، (سارقو الأحلام)، (الأميرة السابقة) ، ( صاحب السعادة). (الرعشة الأولى) وغيرها من القصص.
يتميز اسلوب إحسان عبد القدوس بالسلاسة والبساطة على الرغم من قوة وعمق المواضيع التي يتناولها، فتتوالى الصفحات والسرد دون أي عناء وبمتعة كبيرة وتتناغم مع الأحداث والشخصيات، دون إطالة وتفاصيل مملة تنفر القاريء بل من خلال وصف يشبه كاميرا سينمائية ومشاهد ممتعة بالإضافة لحوار مميز وجريء يأتي أحياناً باللغة العامية المصرية وفي أحيان أخرى بالعربية الفصحى، ويرى إحسان عبد القدوس المجتمع من زوايا كثيرة ووجهات نظر متعددة فيستخرج منها قصصاً وروايات أمتعت الكثيرين ولا تزال حتى اليوم يعاد طبعها وتباع على نحو مستمر.