"القدَر هو الفائز فى النهاية لا محالة، ومحاولاتنا المستميتة لتغيير وجهته لصالحنا سوف تبوء بالفشل، هذا إن لَم ندرك من البداية أنّ القدر دائمًا فى مصلحتنا وصفّنا، أو بمعنى آخر، يفعل الطيب والأفضل لنا...جميعنا لدينا مآرب نسعى إليها بما أوتينا من قوة، وسوف نحارب من أجلها إذا لزم الأمر..."
تُعتبر "عبث الاقدار" أولى روايات نجيب محفوظ، إلَّا أنها على قدر كبير من العبقرية، ومكتوبة بحب شديد للقصة التاريخية، وسردها بسيط لن تشعر لحظة واحدة حين تقرأ بملل، بل سوف تشعر بالسعادة داخلك، ولغة العمل لغة بسيطة رغم أنّ اختيار اللغة للعمل التاريخي شيء صعب، إلَّا أن نجيب محفوظ عرف كيف يختار لغته في هذه الرواية مما جعلها تخرج في ثوب على قدرٍ كبير من الجمال والبساطة..
تحكي الرواية قصّة الملك الفرعوني الذي يخبره الكاهن أنَّ من سيحكم بعده ويرث عرشه ليس من نسله بل هو ابن كاهنٍ ولدته أمه من فترةٍ وجيزة ليجنَّ جنون الملك ويبدأ رحلة البحث والعقاب والعذاب...