لا تبدو قصّة السجين رقم 13 في المعتقل السوري أكثر من حكاية سوريالية يُمكن مُصادفتها في الأفلام البوليسية، إلا أنّ التفاصيل التي يرويها صاحبها بضمير المتكلّم «أنا» تجعلنا نُصدّق شيئاً فشيئاً أنّ هذه الأحداث ليست إلا جزءاً من الواقع المؤلم في السجون السورية.
عائد من جهنم... ذكريات من تدمر وأخواته، هو كتاب جديد للمعتقل اللبناني السابق في المعتقلات السورية (علي أبو دهن) الذي ساقه حظه السيء ليأتي وعائلته إلى سوريا ليكمل معاملة الهجرة إلى استراليا، وليذهب بزيارة إلى مدينة السويداء السورية، وهناك سيتم اعتقاله من فرع مخابرات السويداء، الذي سيسلمه لفرع مخابرات المنطقة في دمشق.
وفيه يفضح الكاتب كلّ ما يجري في ظلمات هذه السجون وغياهبها. وارتأى الكاتب استبدال كلمة "سجن" بـ "جهنّم"، للتأكيد على حجم العذابات التي يلقاها كلّ من يدخلها، معتبراً أنّ الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود.
بأسلوب واقعي يرتكز على السرد والحوارات، يصف أبو دهن تفاصيل يومياته على مدار سنوات قضاها متنقلاً من معتقل إلى آخر.
ولا يتوقف عند الألم الجسدي الذي يكابده السجين، بل إنّه يروي كيفية تجريد السجين داخل ذاك العالم الضيق والموحش من إنسانيته من دون أن يُعطى حقّ معرفة السبب الذي أدّى به إلى المكان حيث يُنتزع فيه اسمه ووجوده وكينونته ليُصبح مجرّد رقم.