يعد هذا الكتاب مذكرات ورسائل لسيدة عاشت ستة وثلاثون عاماً خلف القضبان بدون ذنب أو جريمة اقترفتها، تروي لنا عبره حياتها اليومية مع السجينات "النزيلات"، وحل مشكلاتهن والاستماع لشكاويهن، فتقوم هذه السيدة بكتابة تقارير وعمل أبحاث عن النزيلات التي تم الحكم عليهن لعلها تصل إلى حل لمشكلتها الإجتماعية سواء التي تتعلق بأولادهن ومصاريفهم المدرسية أو دفع الإيجار،أما النزيلات المزمع الإفراج عنهن فتقوم بتسليمها خطاب موجه للجهات المختصة من أجل تقديم العون المادي لهن بعد الخروج من السجن.يقسم السجن إلى عدد من العنابر وتوزع النزيلات على العنابر كل حسب تهمتها وأكثر العنابر يلقى إهتماماً هو عنبر أمهات الأطفال والأمهات الحوامل حيث يتم توفير مايلزم للطفل من عناية حتى يبلغ عامه الثاني فيتم تسليمه إلى دور الرعاية.ويحوي السجن على مسجد لإقامة الصلاة ومستشفى ومكتبة ومسرح لإقامة الإحتفالات وكافتيريا...ستة وثلاثين عاماً تروي لنا هذه السيدة خلاصة هذه السنون ، وكيف أن كل من انتهى بها المطاف في هذا المكان كان بسبب ظروف اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية، أو ربما ضعف الوازع الديني لديها.فواحدة خيانتها لزوجهاهي ما أوصلها إلى هنا،والأخرى،تقتل زوجها لغصبها بالزواج منه ،أما الثانية فقلت زوجها لشدة بخله،وإحداهن تقتل زوجها لأنه أهان كرامتها واعتدى على ابنتها،وغيرها الكثيرات .فتقدم لنا الكاتبة من خلال هذه اليوميات تحذير لكل من تسول له نفسه بارتكاب أي جريمة ويتصور مقدرته على الفرار من العقاب لأنه سيجد نفسه مكبلاً بالأغلال مهما كانت مهارته وبراعته في إخفاء جريمته.