رسالة 4 من سلسلة "رسالة إلى أول حب في حياتي"
السيد " لا شيء "،
لا أتذكر كيف بدأت شرارة الأمر بيننا، ولا كم من الخطوات سرتُ لأصل إليك، لكنني أذكر أن هذا حدث منذ وقتٍ طويلٍ، وأنك حينها كنتَ مجرد غريبًا لا أعرفه، وكنتُ أنا لا أزال عودًا أخضرًا - و لازلتُ - كما لا تعلم ، بل علّني ازدتُ بريقًا لدرجة قد تؤذيك.
كان هناك نوع من التوتر المشوب بخجل البدايات، كل التفاصيل كانت مختلفة أختلافاً كُليًا، من أصغر لأكبر شيء. كيف تختلف كل التفاصيل عندما نحب؟ كيف تتغير الألوان في أعيننا؟ كيف يصير للفتات الصغيرة جدًا معنى وحضور قوي؟ ضربات قلبي تتسارع وأنا أسير في الشارع الذي أعرف أنني سأراك في نهايته، نفس الشارع الذي سرت به من قبل عدة مرات بلا أية إحساس. أخبرني، كيف يتحول الشخص في نظرنا هكذا فجأة؟ هناك شيء ما يتغير داخلنا عندما نحب، والشخص العادي الذي قد لا نلتفت لكلامه يصبح شخصًا هامًا جدًا، ونحن بشكلًا ما نتحول من مجرد مشاهد له، لمراقب أو حتى متأمل لأدق تفاصيله.