بدأ الأمر بإعلان صغير في جريدة الأهرام يوم الجمعة:
"مطلوب خريجة جامعية حديثة التخرج للعمل كموظفة استقبال في فندق خمس نجوم، يشترط الإجادة التامة للغة الإنجليزية ومهارات الحاسوب، وحسن المظهر، ولا يشترط الخبرة".
آنذاك لم تكن تفكر أبدًا في العمل أو السفر خارج القاهرة، بل ربما لم تكن تفكر بالأساس في مغادرة غرفتها...كانت قد مرّت فترة ليست بقصيرة منذ تخرجت من الجامعة، قضتها فيما يشبه حالات البيات الشتوي، لم تفكر في العمل ولا في المشاركة في أي نشاط اجتماعي، وكأنها صنعت لنفسها نمطًا للحياة داخل غرفتها وتكيّفت معه، بل وربما صارت تستمتع به. وكلما فاتحتها أمها أو أختها أو مدام إيمان جارتها في موضوع خروجها للحياة كانت تراوغهن، وكلما حاولن حثّها على الظهور في المجتمعات، كانت تتعلّل بأنها سوف تبحث عن بعض الدورات التدريبية لاكتساب لغة جديدة أو خبرة إضافية...ولا تفعل شيئًا من ذلك...
كانت مجرَّد جسدٍ يتحرَّك بلا روح..
حتى جاء هذا الإعلان وغيَّر مجرى حياتها...
(-18) حكاية فتاةٍ تخفي بداخلها سرًّا يمنعها من الحياة ورجلٌ تأكله الهواجس والكوابيس فماذا يحدث إذا ما تقاطعت دروبهما يومًا ما؟!!